Monday, February 27, 2006

أيامنا الإشتراكية

إنتهت بالأمس فاعليات مؤتمر "أيام إشتراكية2006" الذي ينظمه مركز الدراسات الإشتراكية للعام الثاني علي التوالي بنجاح ساحق -علي الأقل من وجهة نظري- ، أصابتني أيام اشتراكية بحالة سعادة حقيقية ،فقد شهد المؤتمر ميلاد العدد الأول من جريدة "الإشتراكي" لسان حال التيار الثوري المناضل ، وقد شرفت أن أكون ضمن فريق العمل داخل الجريدة ، لا أستطيع أن أصف مشاعري عندما مسكت بين يدي العدد الأول من الجريدة هو إحساس أشبه بأم تري إبنها لأول مرة وتستقبله بين أحضانها بعد حالة ولادة متعسرة ، دعوني أصف لكم بعض المشاهد التي لن أنساها من داخل المؤتمر:
مشهد 1 . . .كمال خليل
أحبه بشدة وبشكل طفولي ، أحبه كما كنت أحب سانتا كلوز في طفولتي وكما أحب المسحراتي و كما كنت أحب الساحر الطيب في الحواديت التي كانت تحكيها لي جدتي قبل النوم .
تحدث كمال في الجلسة الإفتتاحية ، وبدأ كلمته بالقراءة من ورق أمامه ، شعرت بغضب شديد لماذا يقرأ كمال من ورقة ،هو جميل حينما يرتجل و يتفاعل من الجمهور ، بدأت أتململ في مقعدي ، وبعد وقت بدأ كمال يترك الورقة جانبا ويتكلم بعفويته الجميلة المحرضة ، وضجت القاعة بالتصقيف أكثر من مرة في 10 دقائق التي تكلم فيها بشكل تلقائي وكعادته فجأئنا بقصيدة جديدة أضحكتنا كثيراً . .
مشهد 2. . . عايدة سيف الدولة
المناضلة الجميلة ، إشتبكنا سويا في العديد من النضالات المشتركة ، ولكن توطدت معرفتي بها في أعقاب يوم الإستفتاء الأسود حينما كنا نحضر لمؤتمر الشارع لنا، هي بني أدم بكل ما تحمله الكلمة من معاني أشعر بإطمئنان حقيقي حينما تكون موجودة ، أحب فيها دفاعها المستميت عن مواقفها ،وعنفها أحيانا في مواجهة اي تصرف ذكوري يلوح في الأفق، هي مناضلة نسوية بكل ما تحمله الكلمة من معني.
كانت عايدة تحضر في ندوة عن "هل المصريون عنصريون ؟" بدا علي عايدة أنها مرتبكة في بداية الأمر ، ولكن بدأت في القراءة من ورقة أعدتها ، وكانت ورقة موضوعية للغاية تحمل بداخلها كل مظاهر العنصرية الفجة التي شاهدنها من الشعب المصري تجاه مذبحة اللاجئين بميدان مصطفي محمود ، وقد حاولت عايدة تفسير هذه العنصرية غير المبررة ،و أوضحت سببا منطقيا وهو القهر فعندما يمارس قهر ضد أي كائن من كان يجب أن يفرغ طاقات من القهر علي آخر يشعر أنه أدني منه ، فالرجل المقهور بالعمل يقهر زوجته وأمين الشرطة يقهره الظابط ، فيفرغ هذه الطاقات في المواطنين وهكذا دواليك . . .فمنظومات القهر الشديدة تخلق بني أدمين مشوهين.
مشهد 3 . . . تامر وجيه
رفيقي وصديقي المتفائل ، في أشد الحالات إحباطاً و في أسوأ مراحل اكتئابي ،يصر بعناد "المستقبل مشرق يا عزيزتي" ، وكنت أضحك بمرارة وأقوله نفسي أعرف الراجل اللي بتجيب منه تفاؤل دا عشان أجيب منه بربع جنيه ، فيضحك ويقول بكره أفكرك ، تذكرت كلماته لي ، حينما كان يتحدث في ندوة "الطريق ألي بناء يسار مناضل" ، أحسست بالفعل أن المستقبل مشرق وأننا نسير علي الطريق الصحيح ، وشعرت بزهو شيفوني لا أستطيع أن أنكره حينما قال في كلمته أن عضو بمنظمة الإشتراكيين الثوريين ونحن نري أن التيار الثوري يجب أن يكون حلقة أصغر في وسط حلقة أكبر وهو اليسار المناضل بمختلف توجهاته . .
مشهد 4. . . كمال خليل . .كلاكيت تاني مرة
كمال خليل في الجلسة الختامية يعلن عن صدور الجريدة وعن فتح مقرات عمالية جديدة لمركز الدراسات الإشتراكية في العديد من المناطق ، ويدعو كافة المتعاطفين للدخول فورا معنا ، يجتاحني فرح سعادة طفولية ، وأصفق كثيرا عند إعلان كل خبر منهم علي حدا ، ولم أستطيع تمالك نفسي في أخر كلمة كمال وأجدني أهتف بكل جوارحي " عاش كفاح الإشتراكيين . . . عاش كفاح الثوريين" .
رائع هو الإحساس بالإنتماء الحقيقي إلي فكرة ما ، أنزل من النقابة في طريقي للمنزل ويغمرني إحساس طفولي بأنني أريد أن أقول بأعلي صوتي لكل الناس " نعم ... أنا إشتراكية ثورية"

Wednesday, February 22, 2006

حضرة الظابط

يا عم قول لحضرة الظابط اللي واقف هناك يمشي
البدلة سودا والعتمة مش عايزة ليه تمشي
قوله خلاص
كل الزنازين اتملت بناس عبيطة
وهبلة في حب الوطن
قوله خلاص
لا الميتين راح يصحوا
ولا الصاحيين راح يقلقوا الحراس
يا خنقة الزنزانة والدنيا براح بره
على البورش قلبك والوطن يتصاحبوا
تفتح له حضنك مرة
يفتح لك الزنزانة مليون مرة
يا عم قول لحضرة الظابط اللي واقف هناك
ليه واقف على صوتي
مستني ليه موتي
قوله
لا الذل غاية
ولا جوايا
غير العشق للأوطان
ومهما زادت الأحزان
وفارقنا الطريق الصح
ومهما الليل بيرمينا
في زنزانة
ما بين خونة وسجانة
هيطلع تاني لينا الصبح
وهنغني
وكل الدنيا تسمعنا
وإيه معنى الوطن والفرح
ما دام العين ما تحلمشي
يا عم قول لحضرة الظابط اللي واقف هناك يمشي
البدلة سودا والعتمة مش عايزة ليه تمشي
قوله خلاص
لا عمرنا هنخاف من دقة الباب
في عز البرد ولا التفتيش
ولا صحبة تتقابل
متغميين في الفجر
يطلع غناهم من وسط ألف شاويش
ولا حد يسمعشي
يا عم قول لحضرة الظابط اللي واقف هناك يمشي
البدلة سودا والعتمة مش عايزة ليه تمشي
قوله
عمر الوطن ما كان إذاعة
ولا جرنان
ولا تاجر بأحلامنا
عمر الوطن ما كان ظابط
ولا مخبر بيتصنت بكل حقارة لكلامنا
يا عم يا للي بتعشق العتمة
تتخفى في الزحمة
تسمع كلامي وتقوله لأسيادك
كلمة بكلمة يححببوك في الخوف
ويفرحوك بنيشان وطن كداب
لا هوه علاك ولا زادك
يا عم ياللي بتعشق العتمة
وبتتخفى في الزحمة
عمر بلادنا ما كانت في الحقيقة بلادك
ولا عمرك هتفهمنا
ولا هتحس بمعنى الوطن في كلامنا
طول ما أنت قلبك سجن مفتوح بابه
يحمي اللي خان
ويدلل على كلابه
الشاعر/ محمود العدوي

ضد من ومتي القلب في الخفقان اطمأن؟"اهداء خاص لحد عارف نفسه كويس"


في غُرَفِ العمليات,
كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ,
لونُ المعاطفِ أبيض,
تاجُ الحكيماتِ أبيضَ, أرديةُ الراهبات,
الملاءاتُ,
لونُ الأسرّةِ, أربطةُ الشاشِ والقُطْن,
قرصُ المنوِّمِ, أُنبوبةُ المَصْلِ,
كوبُ اللَّبن,
كلُّ هذا يُشيعُ بِقَلْبي الوَهَنْ.
كلُّ هذا البياضِ يذكِّرني بالكَفَنْ!
فلماذا إذا متُّ..
يأتي المعزونَ مُتَّشِحينَ..
بشاراتِ لونِ الحِدادْ?
هل لأنَّ السوادْ..
هو لونُ النجاة من الموتِ,
لونُ التميمةِ ضدّ.. الزمنْ,
***
ضِدُّ منْ..?
ومتى القلبُ - في الخَفَقَانِ - اطْمأَنْ?!

***
بين لونين: أستقبِلُ الأَصدِقاء..
الذينَ يرون سريريَ قبرا
وحياتيَ.. دهرا
وأرى في العيونِ العَميقةِ
لونَ الحقيقةِ
لونَ تُرابِ الوطنْ!

الشاعر/ أمل دنقل

جغرافيا بديلة

جغرافيا بديلة



إيمان مرسال

لماذا جاءت إلي البلاد الجديدة؟ هذه المومياء: موضوع الفرجة
ترقد بزينتها في كتٌاني رماديٌ: حياة متخيلة في فترينة متحف.
أظن أن التحنيط مسألة ضد الخلود
لأن الجسد لن يكون أبدأ جزءا من وردة
المومياء لم تختر هجرتها بينما هؤلاء الذين انتظروا طويلا في طوابيرالسفارات
وبنوا بيوتا في بلادي أخري يحلمون بالعودة عندما يصبحون جثثا
يجب أن تحملونا إلي هناك­ هكذا يتركون الوصايا في أعناق أولادهم­
كأن الموت هوية ناقصة
لا تكتمل إلا في مقبرة الأسرة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
هنا أيضا أشجار خضراء تقف تحت ضغط الثلج وأنهارلا يتعانق بجانبها عشاق خلسة،
بل يجري بموازاتها رياضيون مع كلابهم في صباح الأحد، دون أن ينتبهوا للمياة التي
تجمدت من الوحدة. ومهاجرون لم يتدربوا علي محبة الطبيعة ولكنهم يصدقون أن نسبة
التلوث أقل وأن بامكانهم إطالة أعمارهم بمضغ الأوكسجين قبل النوم عبر كبسولاتي هوائية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
لماذا لم ينسوا أنهم من هناك؟
الغرباء الفشلة
يدربون عضلات أفواههم علي التخلص من اللكنة، اللكنة هي المرض الوراثي الشفاف
الذي يفضحهم، يقفز عندما يغضبون فينسون كيف يضعون أحزانهم في لغة اجنبية
اللكنة لا تموت ولكن الغرباء حفارو قبور بجدارة
يعلقون علي باب الثلاجة أسماء من ماتوا من الأهل حتي لا يخطئوا ويطلبونهم في التليفون
ويدفعون ربع أجورهم لشركات الاتصال
ليتأكدوا أنهم موجودون في مكان يمكن تحديده ببعده عن الطفولة
لماذا لم ينسوا؟.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
يجب شراء organic food ولكني منذ ساعة أتأمل صورة أمي جالسة علي
عتبة دار أبيها التي لم تعد هناك: أقصد العتبة رغم أن أمي نفسها لم تعد هناك.
لا أحد يمر في الشارع لأن العربات تدخل وتخرج بالريموت كنترول، كنت قد اشتريت
هذا البيت الذي لا يمكنني الجلوس علي عتبته من أرملة نحات أسباني كان قد بناه علي
أرضِي تؤول إلي مهاجري أوكرانيٌ أعطتها له الحكومة الكندية بعد نزعها من الهنود الحمر
لكي تقيم مدينة فيها عدة جامعات وعشرات من الشوبنج مول وآلاف مثلي يعرفون الفوائد
الصحية للأورجانيك فوود ويمتلكون عربات تدخل وتخرج بالريموت كنترول.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ما تعلمته هنا لا يختلف عن ما تعلمته هناك:
­ القراءة كتذكرة مرور إلي تغييب الواقع.
­ تخبئة الخجل تحت ألفاظ بذيئة.
­ إخفاء الضعف عبر إطالة الأظافر.
­ تسريب الأرق في التدخين دائما وفي ترتيب الأدراج أحيانا.
­ توفير ثلاثة أنواع من قطرة العيون من أجل توضيح الرؤية ثم الاستمتاع بالعمي
والأهم، تلك اللحظة الرائعة من إغماض الجفون علي حريق.
هنا وهناك
تبدو الحياة وكأنها موجودة فقط لتجراقب من بعيد.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
دقائق وتدخلك السكينة التي لا يبحث عنها أحد
فقط اترك رأسك تحت الماء
كيف؟ الفكرة التي تبرق مثل لؤلؤة في سلة مهملات؟ كيف تهدرها هكذا؟
انها فكرتك أنت: مختلفة عنك وأصيلة
هذه الثواني ليست معدودات: إنها النصل الفاصل بين زمنين
تذكٌر الأطباق القذرة في المطبخ... البريد الذي يحمل إعلانات، المصابيح التي تسلط
نفسها في حدقتيك، البروزاك... الرحمة التي لم تعرف أنك تبحث عنها، معك، ستدخل إلي
رئتيك إذا تركت جسدك يهبط ، يهبط للقاع... تحت الماء ثواني أخري، لا حاجة للخوف
الزمن لن يفعل شيئا علي الاطلاق
لن يجعل لشجاعتك ثقل يأخذك لأسفل
الزمن ليس مهما، انه مجرد زمن.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
في قارة أخري، تركت أعداء مساكين، يجب أن تخجل من نفسك عندما تتذكرهم
لا شيء يغضبك الآن، من الصعب أن تقابل شيوعيا كلاسيكيا هنا،
انهم حتي يضعون ساعة في المكاتب العمومية بدلا من صورة الرئيس،
ربما يكون كابوسأ أن تقضي يوما كهذا تحت تأثير المهدئات،
لا شيء جدير بأن تتمرد عليه. أنت مرضيٌ وميت
والحياة من حولك تبدو مثل يدي رحيمة
أضاءت الغرفة لعجوزي أعمي
ليتمكن من قراءة الماضي.

يوم الطالب العالمي

الطلبة تحاصر جحافل الأمن
جميلة هي جامعة القاهرة ،حيث مارست السياسية لأول مرة في حياتي وتشاء الصدف أن يكون يوم الطالب العالمي هو بداية دخولي السياسية ،بالأمس إحتفلت بمرور 5 أعوام علي ممارستي السياسة ، حدث هذا يوم 21 فبراير 2001 حينما دخلت الجامعة من بابها الرئيسي لألتقي بأصدقائي الذين لا هم لهم سوي الفسح والخروج والتنكيت والتزويغ من المحاضرات ،أتذكر أنني ذهبت معهم لكل المولات والسينمات والحدائق ،كنت أشعر بإغتراب حقيقي بين ما أكونه وبين ما أمارسه معهم من عبث لا لشئ إلا لقتل الوقت فأنا أحب القراءة وهم يرون أنني مجنونة "يا بنتي في حد يقرا كتب في الحر دا ، كان معظهم علاقتهم بالقراءة توقفت عند حدود فلاش و رجل المستحيل وزهور وعبير بالنسبة للبنات ، المهم ما طولش عليكوا دخلت الجامعة اليوم دا لأفاجئ بمجموعة من الطلبة يفترشون الأرض بلوحات كتبت عليها موضوعات وصور ،فدفعني الفضول للوقوف و سماع ما يقولونه ، وكانت ملامحهم مليئة بالجدية والصرامة وعرفت أن اليوم هو يوم الطالب العالمي ولم أكن أسمع بحياتي بهذه المناسبة ، انبهرت بهم وبكلامهم عن السياسية وجرأتهم في مناقشة كافة المواضيع وحفظهم أشعار لطالما قرأتها وكنت علي يقين أن أحد غيري لا يقرأها ،وقررت أن أكون معهم "الطلاب الإشتراكيون" وكانت البداية وفي اليوم الثاني كنت أبحث عنهم لأعبر لهم عن رغبتي الحقيقة في أن أنضم إليهم ، وتفجرت بعدها المظاهرات في الجامعة علي خليفة زيارة شارون للمسجد الأقصي والإنتفاضة الفلسطينية وكانت الجامعة في حالة لم أرها من قبل الطلبة في حالة استنفار قسوي ويستفزهم بشدة وجود السفارة الإسرائيلية وعلمها الذي يرفرف فوق كوبري الجامعة ، وفي صباح أحد الأيام ،كتبنا معرض لحث الطلبة علي التظاهر لطرد السفير الإسرائيلي وغلق السفارة ،وتوجهنا بالمعرض إلي كلية حقوق وما إن فرش المعرض وبدأنا الكلام مع الطلبة حتي فوجئنا بأعداد غفيرة من الطلاب مما كان يسمح بقيام مظاهرة حاشدة وبالفعل بدأ زملائي بالهتاف وكنت مبهورة بشدة وعندما بحت أصواتهم بعد لف الجامعة واحتشاد ما لايقل عن 5000 طالب وجدتني لأول مرة أهتف الهتافات التي حفظتها عنهم عن ظهر قلب ، وبهت حينما ردد هتافي ال5000 متظاهر ،هو إحساس لا أستطيع وصفه ، واكتشفت في نفسي بعد ذلك مهارة الهتاف ولا أنسي هتافات الإنتفاضة التي كانت تؤجج المشاعر وتحمس الطلبة "يا فلسطين ويا فلسطين . .مهما تمر سنين وسنين . .مهما يشدوا الطوق ع الرقبة . .مهما يزيد عدد الزنازين . .رقبنا بتتحدي السكين" ،"أول مطلب للجماهير قفل سفارة وطرد سفير"،إسمك صابر يا عرباوي والصهيوني بذلك ناوي . .أول يوم ضربك في الغارة . .تاني يوم ذلك بسفارة . .تالت يوم بفلوس أمريكا . .رابع يوم سينما وبولتيكا . .خامس يوم لازم تحرير . .قفل سفارة وطرد سفير"، كل هذه الذكريات مرت أمامي كشريط فيلم سينما عندما تظاهرنا أمس داخل الجامعة ، تغير الطلبة كثيرا ،أتذكر جيدا نظرات أعينهم من 5 سنوات التي تمتلئ بالحماس والرغبة الحقيقة في التغيير ،أما بالأمس فقد تبدلت نظراتهم بعدم المبالاة وعدم الرغبة في المشاركة في أي حدث سياسي ،لا أدري ماذا حدث لهم وكأن الأمر لا يعنيهم وكأننا نتحدث عن بلد أخري ومعاناة أخري لا يعشونها مثلنا بالأمس التقيت أصدقائي عند تمثال شهداء الحركة الطلابية في الجامعة -هذا التمثال الذي شهد أيام حاشدة في السنوات السابقة- وأخذنا المعرض في أول كلية تجارة وقمنا بفرشه وفرش بجوارنا الطلاب الناصريين وطلاب الغد ، وبدأنا نتناوب بإلقاء الشعر علي المعرض والتف حولنا الطلاب وتكلمنا معهم عن يوم الطالب وعن العبارة وعن الفساد والمصاريف الجامعية واتحاد الطلبة وعن أنفلفونزا الطيور وعن البطالة والفقر وغلا الأسعار ، وكانت استجابتهم معنا فاترة للغاية ، في تمام الساعة الثانية عشر قررنا التوجه إلي الباب الرئيسي للتظاهر مع حركة كفاية وبدأنا في لف كليات الجامعة وكان الطلبة ينظرون لنا ضاحكين في أغلب الأحيان ونفر قليل منهم هم من قرر الإنضمام لنا في المظاهرة وتوجهنا بالفعل عند الباب الرئيسي لنلتقي ومظاهرة كفاية خارج الباب ،وفجاة بدأنا من الداخل وهم من الخارج في محاولة لفتح الباب الكبير المغلق بالمتاريس كعادة الأمن وبعد أقل من عشر دقائق وتحت إصرار الجانبين علي كسر الباب كسر بالفعل وهتفنا جميعا "حرية . .حرية"، وعند مدخل الباب كان يقف حوالي 40 ظابط هما حرس الجامعة وأمن الدولة ،وقررنا أن نفرض عليهم كردونا ونطردهم بره الجامعة مرددين هتافات "أمن الجامعة بره بره . .لجل الجامعة ما ترجع حرة" وبدأنا مع الضباط في كر وفر وحصارنهم بالفعل ما يقرب من 6 مرات ، وكان مشهد رائعاً فها هم الطلبة يكردنون الأمن ، نعم لقد اكتسبنا القليل من الشجاعة في مواجهة الأمن لقد صار كرهنا لهم عميقا "احنا الطلبة مش خايفين"،وتظل جامعة القاهرة بالنسبة لي تحمل ذكريات جميلة ويظل حرم الجامعة هو المكان الأمثل لي للتظاهر.

Sunday, February 19, 2006

عاجل وشكرا

إلى السلام المطلق
مطلوب حضورك للأهمية،
إلى الصفاء القلبي
برجاء تدوب في الجو والمية،
إلى المراعي الخضرا
نرجو الإفادة عن مصير بكره،
إلى الدفاع الجوي
نرجو الإحاطة في خطاب رسمي
عن جسم أخضر في الفضا يضوي
مع اتخاذ اللازم الفوري،
إلى الحمام الزاجل
مطلوب هبوط عاجل
يا حزن متسجل بعلم الوصول،
إلى صحون الفول
قلبي لمونة ناشفة.. مش مسئول،
إلى السلام الذري
نزلت حمامة تبيض خدوها تحري
غصن الزتون صادروه، حيازة سلاح،
إلى الندى في الصباح..ممنوع بدون ترخيص
إلى الكروان
إدفع جميع دمك ضريبة ملاهي
أوخلي تسبيحك في زورك حبيس،
إلى جناح الفراشة
برجاء نزولك في صوان الفراشة
عاجل وشكرا،
إلى بمب العيد
إحضر سريعا خلي طفلي سعيد،
إلى الربيع القادم
نحيط سيادتكم علم أصبح لازم
تصريح دخول م السيد المسئول،
إلى جميع البراعم
ممنوع يفتح قلبك النائم
إلا بطلب رسمي لجناب الغول،
إلى المدى المقفول
إفتح يا إبن الكلب لا انزل لك!
إفتحلنا يا جبان
!إفتح يا مجرم ربنا يذلك!
إلى عيون الخلق والميةعطشان
ولو في دقيقة ما شربتش
ح اموت مقتول!
عاجل وشكراللأهمية
من ديوان "كوفية صوف للشتا"-بهاء جاهين

يحدث أن نموت

قبل أن نرفع سماعة الهاتف
ونهمس بمعذرة مؤجلة
قبل أن نطرق باب جيراننا
بحنان بالغ . .في غير يوم عيد
قبل أن نؤمي بإمتنان
لسائق الحافلة . . ونحن علي السلم
قبل أن نفدم شاي الصباح
- فرحين - لساعي البريد
و قبل أن نفرغ من حماقة أخيرة يحدث أن نموت
علي منصور
ديوان "ثمة موسيقي تنزل السلالام"